کد مطلب:335845 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:172

حادثة لا مثیل لها فی التاریخ البشری (حادثة رزیة یوم الخمیس)
فموضوع الحادثة أن الصحابة كانوا مجتمعین فی بیت النبی صلی الله علیه وآله قبل وفاته

بثلاثة أیام، فطلب منهم الرسول أن یحضروا له الكتف والدواة لیكتب لهم كتابا یرشدهم من طریق الضلالة إلی طریق الهدی ولكن الصحابة اختلفوا فیما بینهم فمنهم من عصی أمره واتهمه بالهجر فغضب رسول الله صلی الله علیه وآله وأخرجهم من بیته دون أن یكتب لهم شیئا، وإلیك الحادثة بالتفصیل: قال ابن عباس: یوم الخمیس وما یوم الخمیس اشتد برسول الله وجعه فقال: (هلم أكتب كتابا لا تضلوا بعده، فقال عمر إن النبی قد غلبه الوجع، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البیت واختصموا. منهم من یقول قربوا یكتب لكم النبی كتابا لا تضلوا بعده، ومنهم من یقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبی، قال لهم رسول الله صلی الله علیه وآله قوموا عنی،



[ صفحه 344]



فكان ابن عباس یقول: إن الرزیة كل الرزیة ما حال بین رسول الله وبین أن یكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم [1] ولغطهم. وهذه الحادثة صحیحة لا شك فیها، فقد نقلتها كتب الفریقین من السنة والشیعة. وهی حجة ملزمة لمن رآها ووقف علیها وخاصة عندما قرأتها فی صحیح البخاری الذی هو أصدق صحیح فی كتب السنة بعد القرآن مباشرة فالذی حیرنی كیف یقف الخلیفة عمر بن الخطاب من أمر رسول الله صلی الله علیه وآله. فالسؤال الذی یطرح نفسه.. كیف تجرأ الخلیفة عمر من مخالفة أمر الرسول صلی الله علیه وآله فإن هذه الحادثة المؤسفة والمؤلمة التی أغضبت الرسول حتی طردهم من بیته وجعلت ابن عباس حبر الأمة یبكی حتی یبل دمعه الحصی وسماها أكبر رزیة وفی هذه الحادثة تعدو حدود رفع الأصوات والجهر بالقول إلی رمیه صلی الله علیه وآله بالهجر والهذیان (والعیاذ بالله) ثم أكثروا اللغط والاختلاف وصارت ضجة إعلامیة بحضرته فتأمل عزیزی القارئ؟!!


[1] صحيح البخاري: ج 3 باب قول المريض قوموا عني، صحيح مسلم: ج 5 - ص 75 في آخر كتاب الوصية، مسند الإمام أحمد ج 1 - ص 255 و ج 5 - ص 116، تاريخ الطبري: ج 3 - ص 192، تاريخ الكامل لابن الأثير: ج 2 - ص 320.